بابل وأسرار الفلك

كشفت الدراسات الحديثة عن مدى أهمية إنجازات البابليين القدماء في مجال علم الفلك، وكيف أثروا في هذا العلم الذي نعتمد عليه بشكل كبير في حياتنا اليومية.

تمكن البابليون من تطوير نظام لمراقبة الأجرام السماوية، وتوثيق مواقعها وحركتها بدقة متناهية، وذلك باستخدام الألواح الطينية التي كانوا ينقشون عليها ملاحظاتهم وحساباتهم الفلكية.

من خلال الدراسة المستفيضة للظواهر السماوية، استطاع البابليون تحديد الأنماط والتنبؤ بحدوث كسوف الشمس وخسوف القمر، وهو ما يعتبر من الإنجازات الكبرى في ذلك الوقت.

يعد مسلة الفلك التي تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد، دليلاً على قدرتهم على تقسيم السنة إلى 12 شهرًا قمريًا، مما أسس للتقويم الهجري الذي ما زال يُستخدم حتى اليوم في العديد من الثقافات حول العالم.

لم تقتصر مساهمات البابليين على مجرد الملاحظة والتسجيل، بل إنهم طوروا العديد من المبادئ الرياضية التي ساعدت في تفسير الظواهر الفلكية، وهو ما يمكننا أن نشهده في استخدامهم للأرقام الستينية التي لا تزال جزءًا من النظام الزمني الذي نستخدمه اليوم.

البحوث التي يقوم بها العلماء الحاليون تظهر باستمرار كيف كان للبابليين تأثير عميق ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي الحضارة العالمية، وهو ما يجعلنا نقدر الأسس التي وضعوها لنا في فهم الكون من حولنا.