إكتشف سر دفء أيسلندا الشتوي
على الرغم من موقعها القريب من الدائرة القطبية الشمالية، تتمتع أيسلندا بشتاء معتدل نسبياً، الأمر الذي يثير الاهتمام والتساؤلات حول الأسباب التي تجعل هذا البلد الجزيرة غير بارد كما يتوقع الكثيرون.
تلعب التيارات البحرية دوراً مهماً في تحديد مناخ أيسلندا، حيث يعمل تيار الخليج، وهو تيار بحري دافئ يأتي من الكاريبي، على تدفئة السواحل الأيسلندية. وبهذا يتحول الشتاء الأيسلندي إلى موسم يشبه الربيع في مناطق أخرى من العالم.
كما تساهم البراكين النشطة في الجزيرة في تدفئة الأرض بفضل الطاقة الجيوحرارية الكامنة فيها. تتميز أيسلندا بوفرة الينابيع الساخنة والمناطق الجيوحرارية التي تستخدم لتدفئة المنازل والمنشآت العامة، مما يقلل من الحاجة إلى مصادر تدفئة تقليدية ويخفض من تكاليف الطاقة.
إلى جانب ذلك، تساعد الرياح السائدة في المنطقة على نقل الهواء الدافئ من الجنوب إلى الشمال، ما يسهم في اعتدال الطقس في أيسلندا حتى في أعماق الشتاء.
تشهد أيسلندا حالياً زيادة في الاهتمام السياحي خلال الشتاء، حيث ينجذب الزوار لتجربة الطبيعة الغنية والمناظر الطبيعية الخلابة مثل الأضواء الشمالية، والتي تتميز بها البلاد في هذا الوقت من العام.
تستمر أيسلندا في تعزيز مكانتها كوجهة سياحية شتوية مفضلة، مستغلة بحكمة مواردها الطبيعية والجيوحرارية في توفير تجربة مريحة ودافئة لزائريها، على العكس من ما قد يتوقعه البعض عند التفكير في الحياة في بلد ذو موقع قطبي.